“سبت” . . مبادرة تكسب الطلبة روح التفاعل الاجتماعي تنمي مهاراتهم وتقدم لهم برامج تقوية

355

تعد مبادرة “سبت” الاختيارية التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم ويتم تنفيذها تحت إشراف المناطق التعليمية للاستفادة من يوم السبت، مهمة في تنمية مهارات الطلبة، وتقديم برامج التقوية اللازمة لهم في المواد الدراسية المختلفة، إضافة إلى الأنشطة والفعاليات التعليمية والرياضية والترفيهية المختلفة .
تشمل المبادرة الطلاب وذويهم والمعلمين، ليصبح “السبت” من كل أسبوع يوماً مفتوحاً، يحفز الطالب على استغلال يومه وصقل شخصيته وعقليته، بدلاً من أن ينهك بالواجبات المدرسية والأمور التقليدية، كما أنها ستكون فرصة لذوي الطلبة للاحتكاك المباشر مع معلمي أبنائهم، والاستفسار المباشر حول مستواهم الدراسي، ونقاط القوة والضعف لديهم للعمل على حلها بالتعاون مع المدرسة .

قالت نورة عبدالغني مديرة مدرسة أم المؤمنين للتعليم الثانوي: إنها تأمل في استغلال يوم السبت بأنشطة وفعاليات خارج بيئة العمل الدراسية، وذلك عبر التنسيق والتعاون المشترك بين مدارس المنطقة ومنطقة الفجيرة التعليمية، مثل أن يتم إلحاق الطلبة بمراكز الفنون والتراث لما لها من أثر إيجابي، وأهمية تتحقق من خلال المسابقات والمشاركات التي تسهم في نشر الثقافة التراثية، ومحاولة ربط الجذور الثقافية والتراثية بحياة الطلبة، وتنمية الاعتزاز بميراث الآباء والأجداد، والانتماء الوطني والهوية العربية، وإكساب الطلبة معلومات مهمة عن تاريخهم الحضاري، وتنمية قدراتهم في مجالات الفنون التراثية، داعيةً المسؤولين في إدارات المناطق التعليمية إلى حث الطلبة وتشجيعهم للمشاركة .
وأوضحت أنها تتمنى أن تكون هناك مصانع ومستشفيات ومزارع تعليمية، أشبه بورش عمل تطبيقية يلتحق بها الطلبة في يوم السبت لتنمية مهاراتهم، وتأهليهم لسوق العمل الملائمة لهم حسب ميولهم، وفصلهم عن البيئة المدرسية وأجواء الروتين المدرسي، إضافة إلى إلحاق الطالبات بدورات وورش متنوعة منها: دورة الإسعافات الأولية، ركوب الخيل، السباحة، تنسيق الزهور وغيرها” .
وأوضحت أن فعاليات مبادرة سبت التي نظمتها المدرسة بمشاركة المعلمات والطلاب اشتملت على مسابقات عدة، مبينة أن أهم الفعاليات المنفذة لهذا اليوم هي ورش طبخ بأيدي الطالبات، وورش تعليمية، ومسرحيات منهجية وبانوراما وطن وزيارة للمساجد في إمارة الفجيرة، ووضع برامج للتطوع على منازل بعض المناطق بالفجيرة، وعمل سلة مهملات من زجاجات المياه الفارغة، إضافة إلى الملعب الصابوني، وسيارة الآيس كريم، والكافتيريا، مبينة أن أهم ما يميز هذا اليوم مشاركة وتفاعل الطالبات الإيجابي مع الفعاليات .
من جهتها، لفتت ليلى شاهين، مديرة مدرسة الفرفار المختلطة للتعليم الأساسي، إلى أن النشاطات التي تمت ممارستها خلال يوم السبت كان لها فوائد عدة للطالبات منها: مساعدتهن على اكتشاف قدراتهن ومواهبهن، والعمل على تنميتها وصقلها، كما تكسبهن روح القيادة والتفاعل الاجتماعي والمثابرة والجدية والإبداع، إضافة إلى تحقيق أهداف اجتماعية تتمثل في تقوية العلاقة بين المدرسة والمجتمع، والمساهمة في التوفيق بين البيئة والمجتمع والتدريب على الخدمة العامة والتعامل مع الآخرين والتشجيع على الأعمال الجماعية .
بدورها، أكدت شيخة الحفيتي المرشد الأكاديمي بوزارة التربية والتعليم، أهمية تخصيص مبادرات للإرشاد الأكاديمي والمهني، خلال هذا اليوم، ليتعلم الطلبة كيفية اختيار تخصص المستقبل، وفتح باب المشاركة للمؤسسات الحكومية المحلية والخاصة، لتقديم أي وجه من المساعدة للطلاب خلال هذا اليوم، وتوعية طلبة المدارس باحتياجات ومتطلبات سوق العمل من الوظائف المختلفة، وكذلك تعريفهم بالقطاعات الاقتصادية في سوق العمل، وما هي المهارات والصفات التي يجب أن تتوفر لدى الباحث عن عمل، وأهمية ذلك في تحديد واختيار المسارات الوظيفية للطلبة الخريجين، وكيفية التخطيط الصحيح والسليم في اختيار التخصص المناسب والمتوافق للميول المهني لدى الطالب .
وعن آراء الطلبة فيما يخص مبادرة سبت، فالبعض مؤيد والبعض معارض لها، باعتبار أن يوم السبت يعد يوماً تحضيرياً للأسبوع الدراسي المقبل ويوم للجلوس والتواصل مع أفراد الأسرة .
يقول الطالب محمد: إن يوم السبت ليس ضائعاً من حياة الطلبة، بل يعد يوماً مهماً جداً، بعيداً عن أهميته في الدراسة ومراجعة الدروس الأسبوعية، فهو مهم للجلوس مع الأهل والمحافظة على الروابط الاجتماعية .
ويقول الطالب خالد: إن الحل ليس في دوام يوم السبت فقط، وإنما في جعل المدارس بيئة للطلاب يمارسون فيها هواياتهم المختلفة، ويؤدون واجباتهم ولا يذهبون إلى البيت إلا عند الانتهاء منها، للقاء الأهل والاستمتاع معهم .
وترى ولية الأمر أم سالم أن يوم السبت يعد مهماً إذا تم استغلاله في دروس التقوية للطلبة الضعيفين في مواد معينة، ولكن في المقابل يعد فرصة للتحضير الأسبوعي واسترجاع ما تم أخذه مسبقاً استعداداً للأسبوع الجديد، إضافة إلى اجتماع الأسرة على مائدة الإفطار والغداء، وخاصة أن اليومين الوحيدين لذلك هما يوما الجمعة والسبت، بحكم أن أبناءنا يعودون من المدرسة طوال أيام الأسبوع منهكين متعبين .
وتؤكد أم سارة أنها تؤيد هذه المبادرة بشرط أن يتم إلغاء الواجبات المنزلية والاختبارات في اليوم التالي، فيعود الطالب للبيت بعد الفعاليات والأنشطة التي قام بها للراحة والاستعداد ليوم الأحد بنشاط . (موقع الطويين : الخليج)

Related posts